مخاطر الإصابة بأمراض القلب

مقدمة:

يمكن للأشخاص اتخاذ خطوات لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب عن طريق تغيير العوامل التي يمكن التحكم فيها، حيث قد تؤدي العديد من الحالات الصحية، ونمط الحياة، والعمر، والتاريخ العائلي -إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، هذه تسمى "عوامل الخطر"، ولا يمكن السيطرة على بعض عوامل الخطر لأمراض القلب (مثل: العمر أو تاريخ العائلي)، لكن يمكن اتخاذ خطوات لتقليل المخاطر عن طريق تغيير العوامل التي يمكن التحكم فيها.

المشاكل الصحية التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب:

ارتفاع ضغط الدم: هو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب، وحالة طبية تحدث عندما يرتفع ضغط الدم في الشرايين والأوعية الدموية الأخرى، حيث يمكن أن يؤثر الضغط المرتفع -إذا لم يُتَحكَّم فيه- على القلب وأعضاء رئيسية أخرى في الجسم بما في ذلك الكلى والدماغ، غالبًا ما يُطلق على ارتفاع ضغط الدم اسم "القاتل الصامت" لأنه لا تظهر عليه أعراض في العادة، والطريقة الوحيدة لمعرفته هي قياس ضغط الدم، ويمكن خفض ضغط الدم عن طريق تغيير نمط الحياة، أو باستخدام الأدوية لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية.

مستويات الكوليسترول غير الصحية في الدم: الكوليسترول مادة شمعية شبيهة بالدهون يصنعها الكبد، أو توجد في بعض الأطعمة، يفرز الكبد ما يكفي لاحتياجات الجسم، لكن غالبًا ما نحصل على المزيد من الكوليسترول من الأطعمة التي نتناولها، عند تناول أكثر مما يمكن أن يستخدمه الجسم، يمكن أن يتراكم في جدران الشرايين بما في ذلك شرايين القلب، وهذا يؤدي إلى تضيق الشرايين، ويمكن أن يقلل من تدفق الدم إلى القلب والدماغ والكلى وأجزاء أخرى من الجسم، يوجد نوعان رئيسيان من كوليسترول الدم هما: كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة(LDL) ، والذي يعتبر نوع كوليسترول "ضار" لأنه يمكن أن يتسبب في تراكم الترسبات في الشرايين، وكوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) والذي يعتبر أن يكون نوع كوليسترول "نافع" لأن المستويات المرتفعة توفر بعض الحماية ضد أمراض القلب، وعادة لا يكون لارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم علامات أو أعراض، والطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كنت تعاني من ارتفاع الكوليسترول هي فحص الكوليسترول عبر التحاليل.

السكري: يحتاج الجسم إلى الجلوكوز (السكر) للحصول على الطاقة، والإنسولين هو هرمون يُصنَع في البنكرياس، يساعد في نقل الجلوكوز من الطعام الذي تم تناوله إلى خلايا الجسم للحصول على الطاقة، لكنْ عند الإصابة بداء السكري فإن الجسم لا يُنتِج كمية كافية من الإنسولين، أو لا يمكنه استخدام الإنسولين كما ينبغي أو كليهما، يتسبب مرض السكري في تراكم السكر في الدم، كما أن خطر الوفاة من أمراض القلب للبالغين المصابين بداء السكري أعلى من البالغين الذين لا يعانون من مرض السكري.

السمنة: هي الدهون الزائدة في الجسم، حيث ترتبط بارتفاع مستويات الكوليسترول "الضار" والدهون الثلاثية، وانخفاض مستويات الكوليسترول "النافع"، ويمكن أن تؤدي السمنة إلى ارتفاع ضغط الدم والسكري وكذلك أمراض القلب.

السلوكيات التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب:

يرتبط تناول نظام غذائي غني بالدهون المشبعة والدهون المتحولة والكوليسترول بأمراض القلب والحالات ذات الصلة (مثل: تصلب الشرايين)، كما أن تناول الكثير من الملح (الصوديوم) في النظام الغذائي يمكن أن يرفع ضغط الدم.

قد يؤدي عدم ممارسة النشاط البدني الكافي إلى الإصابة بأمراض القلب، كما يمكن أن يزيد من فرص الإصابة بحالات طبية أخرى من عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب بما في ذلك السمنة، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، ومرض السكري، يمكن أن يقلل النشاط البدني المنتظم من خطر الإصابة بأمراض القلب.

شرب الكحوليات يمكن أن يرفع مستويات ضغط الدم وخطر الإصابة بأمراض القلب، كما أنه يزيد من مستويات الدهون الثلاثية (وهي مادة دهنية في الدم يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب).

يزيد استخدام التبغ من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية، حيث يمكن أن يؤدي تدخين السجائر إلى تلف القلب والأوعية الدموية؛ مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب (مثل: تصلب الشرايين والنوبات القلبية)، كما أن النيكوتين يسبب ارتفاع ضغط الدم، ويقلل أول أكسيد الكربون الناتج عن دخان السجائر من كمية الأكسجين التي يمكن أن يحملها الدم، ويمكن أن يؤدي التعرض للتدخين السلبي أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب حتى بالنسبة لغير المدخنين.

تأثير الجينات والتاريخ العائلي على خطر الإصابة بأمراض القلب:

عندما ينقل أفراد الأسرة الصفات من جيل إلى آخر عبر الجينات؛ فإن هذه العملية تسمى الوراثة، ومن المحتمل أن تلعب العوامل الوراثية دورًا ما في ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والحالات الأخرى ذات الصلة، كما يمكن أن تزداد مخاطر الإصابة بأمراض القلب بشكل أكبر عندما تتحد الوراثة مع خيارات نمط الحياة غير الصحية (مثل: تدخين السجائر، وتناول نظام غذائي غير صحي).

تأثير العمر والجنس على مخاطر الإصابة بأمراض القلب:

أمراض القلب هي القاتل الأول لكلٍّ من الرجال والنساء، ويمكن أن تحدث أمراض القلب في أي عمر، ولكن تزداد المخاطر مع التقدم في العمر.

أعراض مرض القلب:

في بعض الأحيان قد تكون أمراض القلب "صامتة" ولا تُشخَّص حتى يشعر المريض بعلامات أو أعراض النوبة القلبية، أو قصور القلب، أو عدم انتظام ضربات القلب. عند حدوث هذه الأحداث، قد تشمل الأعراض:

النوبة القلبية: ألم الصدر أو عدم الراحة، آلام أعلى الظهر أو الرقبة، عسر الهضم، حرقة المعدة، الغثيان أو القيء، التعب الشديد، عدم الراحة في الجزء العلوي من الجسم، الدوخة وضيق التنفس.

عدم انتظام ضربات القلب: الشعور بالرفرفة في الصدر (الخفقان).

فشل القلب: ضيق في التنفس، أو تعب أو تورم في القدمين، أو الكاحلين، أو الساقين، أو البطن، أو أوردة الرقبة.

حتى عند عدم وجود أعراض فقد تظل عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب.

التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب:

فحص ضغط الدم بانتظام.

التحكم في السكري حول المعدلات الطبيعية.

التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية حول ما إذا كان يجب إجراء اختبار لمرض السكري.

الإقلاع عن التدخين.

مناقشة فحص مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية مع مقدم الرعاية الصحية.

تناول غذاء صحي ومتوازن والذي يشمل:

التقليل من الدهون المشبعة الموجودة في الأطعمة (مثل القطع الدهنية من اللحوم، والكريمة، والكعك والبسكويت)، مع محاولة تضمين مصادر صحية أكثر للدهون (مثل الأسماك الزيتية، والمكسرات، وزيت الزيتون).

التقليل من تناول الملح، وذلك باستهداف أقل من 6 جم فقط (0.2 أونصة أو 1 ملعقة صغيرة) يوميًّا.

التقليل من تناول السكر.

الإكثار من الألياف والأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة.

الإكثار من الفاكهة والخضروات، وذلك بتناول ما لا يقل عن 5 حصص من الفاكهة والخضروات يوميًّا.

ممارسة النشاط البدني؛ حيث يُنصح البالغون بممارسة 150 دقيقة على الأقل من النشاط المعتدل أسبوعيًّا (مثل: ركوب الدراجات، أو المشي السريع)، لكن عند وجود صعوبة في القيام بذلك فيجب البدء بمستوى يشعر فيه الشخص بالراحة، وزيادة مدة وكثافة النشاط تدريجيًّا مع تحسُّن اللياقة، كما يجب زيارة الطبيب لإجراء فحص طبي إذا لم يكن الشخص قد مارس الرياضة من قبل، أو إذا عاد إلى ممارسة الرياضة بعد استراحة طويلة.

المحافظة على وزن صحي وذلك بالجمع بين التمارين المنتظمة والنظام الغذائي الصحي، يفضل أن يكون الهدف هو الحصول على مؤشر كتلة الجسم أقل من 25.

التقليل من مستوى التوتر، والبحث عن طرق صحية للتعامل مع التوتر مثل:

اللعب مع الأطفال في الهواء الطلق، إن أمكن.

التمشي في الطبيعة.

ممارس التأمل أو ممارسة اليوجا.

العمل في الحديقة، أو القيام بمشروع تحسين المنزل.

الذهاب للمشي، أو الجري، أو ركوب الدراجة لتصفية الذهن.

قراءة كتاب أو قصة قصيرة أو مجلة.

مقابلة صديق لتناول القهوة أو تناول وجبة.

اقرأ أيضا: علامات تدل على صحة القلب